يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ

ليس فيما يلى ببعيد عن قدرة الله الذى لا يؤمن به
الملحدون ويتجاهله العلمانيون ويتغاضوا عنه عبدة الشيطان والمهرطقون .!!
ليس
فيما يلى بغريب بعد الإيمان بقدرة الله المطلقة على كل شئ وبعد ما تواترت الأخبار
وصرح القرآن الكريم بمظاهر قدرته التى أجراها على أيدى الأصفياء من خلقه كما صرح
بالعديد من النظريات الكونية ذات الإعجاز العلمى التى أنبهر بها المخالفون قبل
المؤيدون .!!!!!!
وهاهو النذير يبسط منظومته (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ
الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا
وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ)
وهاهو الوعيد
يعلن عن نفسه ( وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ
مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ
الْوَارِثِينَ ) .!!!
وهاهى الحقيقة تنبسط على الملآ وبين الآشهاد رؤى ورؤيا
للغافلين
بركان ( ايسلندا ) نذير ووعيد من رب العالمين للعوالم أجمعين
.!!!
مآساة يعيشها العالم الغربى فى رعب مهول وتتوالى توابعها على العوالم
الآخرى تفوق أحداث 11 سبتمبر 2001 م مئات المرات .!!
وكالات الآنباء تؤكد أن
الخسائر اليومية تتعدى الـ 400 مليون دولار كحد أدنى قابلة للآرتفاع والمضاعفة
.!!
فقد تسببت غيمة الرمال فى تمديد الشلل الذى أصاب معظم الطيران بأوروبا وقد
أعلن الأتحاد الدولى للنقل الجوى ( أياتا ) أن الآسوء ماهو أت وليس ماهو قد مضى
.؟؟
ومازال مسلسل اغلاق المطارات فى تلك البلدان فى تصاعد مستمر فمنذ ثلاثة أيام
وإلى اليوم الأثنين 19 / 4 / 2010 م وحتى كتابة تلك السطور تم اغلاق جميع مطارات
بلدان ( الدنمارك وهولندا وبلجيكا وفلندا وباريس وبريطانيا وألمانيا ) والتى تتعدى
مطاراتهم بالمئات بسبب تصاعد الرماد البركانى .!!
كما أصيبت بالشلل التام مطارات
بلدان كل من ( البلطيق والتشيك والنمسا والمجر ورومانيا وبولونيا وبالطبع ايسلندا )
بؤرة المآساة .!!
وكما تعيش تلك البلدان حالات الشلل التام فى النقل الجوى وما
يترتب عليه من أنتشار الآمراض والآوبئة وكذا الكساد الأقتصادى ...
فهناك أيضا
ماهو مماثل تعيشه دولة ( الصين الشعبية ) أثر زلزال مدمر ضرب البلاد طولا وعرضا
بقوة 6،9 درجات بمقياس ريختر وحتى تلك اللحظة وصل عدد القتلى إلى 1670 قتيل بخلاف
2000 جريح ودمار العديد من المدن والتى يعيش سكانها حاليا فى العراء نهبة للتجمد من
شدة البرودة والأمراض والآوبئة من الحيوانات النافقة حتى وصل الآمر لآهالى ( التبت
) إلى حرق جميع موتاهم .!!!!
وهكذا يعيش معظم العالم فى رعب دائم أثر تلك
الظواهر المميتة ويتلقى الباقون التوابع الناجمة عنه تباعا وكأنهم يشاركونهم دمارهم
.!!
فهل ترى بعد ذلك إن ربك بظلام للعبيد .؟؟؟
( ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ
أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ )
( ذَلِكَ بِمَا
قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ )
أم أن
هؤلاء جميعا هم الظالمون لآنفسهم لآبتعادهم عن الحق والمثوبة وتمسكهم بالضلال
والكفر والإلحاد والعصيان والشرك .؟؟؟؟
( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ
وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ )
إن مايحدث
فى العالم العربى الآن وحتى كتابة تلك السطور من تغيرات فى الظواهر المناخية لهو
إعلان عن كارثة كونية مرتقبة .؟؟؟؟؟
تعيش بلاد المغرب العربى وخصوصا دولة (
المغرب ) تغيرات مناخية غير معتادة نهائية على مدار مراحل التاريخ وبالتتابع يدخل
فى النطاق بلدان ( تونس والجزائر وليبيا ومصر ) .!!!
ونحن لم ننسى قطعا تسومبى (
جدة ) الذى حدث منذ بضعة أشهر .!!!
فهل نحن على حافة كارثة كونية رهيبة
.؟؟؟؟
أم هى علامات الساعة المرتقبة .؟؟؟؟
أم هو غضب من الله تعالى على
العالمين .؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ذلك الثالوث لا رابع له .!!!
( أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا
مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) .!!!
فإن كان
مايفعله الله فى بقاع الإلحاد والكفر والشرك به هو حقا مكتسبا لدية وأمرا نافذا
لعصيانهم وتركهم معيته المقدسة .
فلما يحملنا الله توابع لا ذنب لنا فيها وظواهر
نحن فى غنى عنها .؟؟؟
بيد أنه لابد وأن نتساءل مرارا وتكرارا ... هل نحن مصلحون
.؟؟.. هل نحن نتمسك بعقيدتنا كما أوردها الخالق لنا شكلا ومضمونا .؟؟؟
فإن كنا
كآمة الإسلام نفعل ذلك فلما الله غاضبا علينا ويشركنا فى البلاء
( يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ
يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ )
.!!!!!!!
قطعا نحن لسنا كذلك .؟؟؟
إن كنا كذلك فلماذا نترك مقدساتنا تنهار
أمام أعينا ونقف مكتوفى الأيدى حكاما ومسئولين وشعوبا .؟؟؟
إن كنا كذلك لماذا
نتفتت مذاهب وملل وطوائف .؟؟؟؟
إن كنا كذلك لماذا نترك الأستعمار محتلا لفلسطين
والعراق يسحل خير شبابهم ويغتال عفة شباتهن .؟؟؟
إن كنا كذلك لماذا نقتل جبنا
ونسفح أعراض بعضنا البعض .؟؟؟؟
إذا فنحن نرتكب كافة تلك المعاصى ومن ثم نطلب
المغفرة والرحمة .؟؟
فكيف يجيز أن يكيل الله بمكيالين .؟؟؟
هل يعذب الله
الكفرة والمشركين والملحدين لمعاصيهم ودوننا يتغاضى
أوليس مانحن نعيشة ونتعايشه
هو النفاق بعينه .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ
وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى
يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً )
أوليس ذلك هو
بمقام الثبوت والإمكان والواقع والحقيقة .؟؟؟؟
إذن فهذا باء وغضب من الله علينا
جميعا بلا أستثناء .؟؟؟
(الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن
بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ
أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ ) .
إذا فقد حق علينا القول من بعد
عصياننا فنسانا الله كما نسيناه .؟؟
نعم نسيناه وإلا كيف نترك بيوته تخرب هكذا
على الملآ وبين الاشهاد .
كيف يرحمنا ونحن لم نرحم العرايا من آمة المسلمين فى
فلسطين ..؟؟
كيف لا يدمرنا ونحن لم نتحرك لوقف دمار مسجده الاقصى ...؟؟؟؟
كيف
لا يسحلنا ونحن الذين تركنا أخوة لنا يسحلون فى العراق ..؟؟؟؟
كيف لا يشتتنا
ونحن الذين تركنا اليمن والسودان ولبنان ينقسمون ..؟؟
كيف لا يبلينا ونحن نرى
الآطفال يموتون جوعا فى الصومال .؟؟؟
الشئ الوحيد الذى نؤتية عن يقين متكالبين
هو أن نتغنى بالهجائيات الرنانة ونملأ الساحات والصفحات بكلمات التنديد والشجب
والآستنكار.
بيد أنه للآسف لا يمنع أيا مما هو قائم من عار وإهانة ومهانة .؟؟؟
لك الحمد يالله على بلاءك فنحن له لمستحقون بعد أن توارى علمائنا فى معية الحكام
وهجرت النخوة قلوب الرجال .
وكما صرحت ( اليوروكنترول ) بأنه لا يمكن التنبؤ
بأنتهاء الرياح البركانية فى أوروبا وأن العاقبة وخيمة ومن أسوء العواقب
.!!
فنحن أيضا نصرح بأنه لا يمكن التنبؤ مطلقا بأن ينصلح حالنا حكاما وشعوبا
يوما من الآيام فكما هان علينا أن نفرط فى حقوق الله .. هان على الله أن يفرط فى
كافة وكل وجميع حقوقنا .
( وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا
نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ
إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ )
ولله الآمر من قبل ومن بعد
الباحث
العلمى
سيد جمعة